شبكة قدس الإخبارية

تعرضوا للضرب وهربوا مذعورين.. مستوطنون يعيشون لحظات من الرعب في اليونان 

٢١٣

 

greece-palestine

ترجمة خاصة - شبكة قُدس: كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت أنّ مجموعة من “الإسرائيليين” تعرّضوا، ليل الثلاثاء – الأربعاء، لهجوم عنيف خلال قضائهم إجازة في جزيرة رودس اليونانية، وذلك بعد ساعات من قيام متظاهرين مؤيدين لفلسطين بمنع سائحين قادمين على متن سفينة من الأراضي المحتلة من دخول الدولة. وأوضحت الصحيفة أنّ بعض الفتية تعرّضوا للضرب، فيما قام المهاجمون بتصوير وتوثيق أحدهم على الأقل أثناء ضربه.

وبحسب يديعوت أحرونوت، كتب أحد "الإسرائيليين"، ويدعى شاحر غوتمان، في مراسلة مع والديه عند الساعة 04:36 فجرًا: “أجيبوا بسرعة، إنهم يلاحقوننا”، قبل أن يتصل بهما لاحقًا ويبلغهم بأنه مختبئ ولا يعرف مكان أصدقائه، قائلاً: “قفزت فوق جدار هنا”. وروى شاحر، في مقابلة مع موقع يديعوت أحرونوت، أنه وصل إلى رودس لقضاء إجازة لمدة أسبوع مع عشرة من أصدقائه، انتهت بالهجوم العنيف، مضيفًا: “كنا في نادٍ ليلي اسمه (أكونا ماتاتا) نحتفل ونستمتع، لكن حوالي الثالثة فجرًا علمنا بوجود مؤيدين لفلسطين في المنطقة يحتكون بالإسرائيليين”. 

وأشار إلى أنّه تبيّن لهم أن هؤلاء استدعوا تعزيزات عقب شجار مع "إسرائيليين" في شارع النادي، الأمر الذي أثار فوضى وصراخًا دفعهم لاتخاذ قرار بمغادرة المكان باتجاه الشقة التي استأجروها. وأضاف: “بينما كنا نغادر عبر الشارع، صادفنا بعض هؤلاء وسألنا أحدهم إذا كنا إسرائيليين”.

وتابعت يديعوت أحرونوت نقلاً عن شاحر قوله إنّ الشخص الذي سألهم تظاهر بدايةً بأنه مؤيد لـ”إسرائيل” والسلام، لكن سرعان ما استدعى عشرات من رفاقه، يُقدَّر عددهم بين 30 و40 شخصًا، وبدأوا بملاحقة الفتية. وأوضح شاحر: “ركضنا في محاولة للهرب لكننا أدركنا أن الأمر جدي، خصوصًا بعد أن سمعنا أصوات دراجات نارية تقترب منا بسرعة، ففهمنا أنه لا جدوى من الركض”. 

وأضاف أنّ المهاجمين كانوا يحملون أسلحة بيضاء بينها سكاكين، وأنه قفز فوق جدار واختبأ خلفه، فيما اختبأ أصدقاؤه في أماكن متفرقة. وذكر أن أحد أصدقائه تعرّض للركل بينما كان مختبئًا خلف شاحنة وتوسّل المعتدين ألا يؤذوه، فقاموا بتصويره ثم تركوه. وأكد أنّ الشرطة تدخلت ونقلت المجموعة إلى شقتهم، بينما استدعى أحد الأصدقاء الذين بقوا في الشقة سيارة أجرة لإنقاذ "الإسرائيليين" المختبئين.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ شاحر وصف الحادثة بأنها من أكثر اللحظات رعبًا في حياته قائلاً: “لم نشعر بخوف كهذا من قبل. أردنا فقط الاستمتاع في النادي، لكن فجأة ركض أشخاص مسلحون بالسكاكين خلفنا. خشينا أن ينتهي الأمر بشكل كارثي”. وأضافت الصحيفة أنّ والدة شاحر، أوريت غوتمان، صرّحت بأن أبناءها كانوا في مكان معروف بأنه مقصد للإسرائيليين، وحين حاولوا الابتعاد عن الفوضى فوجئوا بكمين من المعتدين خارج النادي، حيث تعرّض بعضهم للضرب قبل أن يتمكن شاحر وصديق له من الفرار والاختباء والتواصل مع العائلة. وبيّنت أنّ اثنين من السياح السويديين ساعدوا الفتية لاحقًا بنقلهم إلى فندقهم واستدعاء الشرطة، التي قامت بدورها بنقلهم إلى شقتهم ثم إلى المطار.

كما نقلت يديعوت أحرونوت عن "إسرائيلي" آخر يُدعى يوآف قوله إنهم قرروا مغادرة النادي عبر طريق مختصر لتجنّب المعتدين لكنهم واجهوا مجموعة كبيرة منهم في أحد الأزقة. وأضاف: “انقسمنا إلى مجموعتين، وحاولت الاختباء خلف شاحنة لكنهم أمسكوا بي وضربوني وسألوني عن مكان أصدقائي. ادّعيت أنني لست إسرائيليًا، لكنهم طلبوا رؤية جواز سفري فقلت إنه ليس معي. تلقيت لكمات مؤلمة وتظاهرت بأنني أتألم بشدة حتى يتركوني. بكيت وتظاهرت بأنني فاقد للوعي حتى يبتعدوا عني”. وأوضح أنه عاد إلى الشقة وهو في حالة ذعر شديد، مؤكّدًا أنّ التجربة كانت صادمة وأنه لا ينوي العودة إلى اليونان قريبًا.

وفي سياق متصل، ذكرت يديعوت أحرونوت أنّ ركاب السفينة التي مُنع نحو 1,600 منهم من دخول جزيرة سيروس اليونانية بسبب احتجاج مؤيدين لفلسطين تحدّثوا عن شعورهم بالقلق. وقال أحدهم، ويدعى درور، في مقابلة مع الصحيفة: “طالما يشاهد العالم صور غزة وتظل منظومتنا الإعلامية بهذا الضعف، فإن مثل هذه المشاهد ستتكرر، وهذا أمر محزن جدًا”. وأعرب راكب آخر يُدعى أريئيل عن أسفه لمنع السياح "الإسرائيليين" من السفر بحرية، واعتبر أن على السلطات العمل على معالجة هذه القضية.

وقالت جهات “إسرائيلية” مطلعة على تفاصيل الحادثة إن ما جرى لم يكن حادثًا يمكن الحصول بشأنه على إنذار مسبق، موضحًة أن المهاجمين من أصول تركية، مشيرةً إلى أنّ سفارة الاحتلال في أثينا تتابع القضية وتواصلت مع الشرطة اليونانية بخصوصها.